جمعية كنعان لفلسطين

في ذكرى رحيله ال15... قصتان مع أبي عمار





في أوائل الثمانينات من القرن الفائت تكاثرت الشكاوى من تجاوزات ترتكبها عناصر محسوبة على الثورة الفلسطينية في لبنان ،خصوصا في الجنوب،فقرر الاخوة في تجمع اللجان والروابط الشعبية، ومن موقع الالتزام بالثورة الفلسطينية،إطلاق حملة تحذير من مخاطرهذه التجاوزات والأخطاء.. افتتحها المحامي خليل بركات ،(العضو المؤسس في التجمع وأمين سر مؤتمر رؤساء بلديات ومخاتير الجنوب عددهم حوالي المئة )، بمقال في الصفحة الأولى من جريدة "السفير"بعنوان "الانضباط شرط الثورة على ذاتها قبل أن يكون شرط احد عليها"..واستكملها الاخوة في الرابطة في الطريق الجديدة وعلى رأسهم العضو المؤسس خالد الحلاق برفع لافتة أمام مكتب القائد العام الشهيد ياسر عرفات في الفاكهاني"مع الثورة الفلسطينية في وجه أعدائها واخطائها معا"مما استفز حرس المقر وأرادوا نزعها...

وفيما كان الجدل دائرا بين حرس المقر وشباب "الرابطة"يتقدمهم الاخ راجي الحكيم...وصل ابو عمار (رحمه الله)ولما عرف سبب الجدال قال لشباب المقر :"اذا لم تكونوا مستعدين أن تتحملوا ملاحظات اخوة اصدقاء مخلصين فمعنى ذلك أنكم غير قادرين أن تبقوا في قلوب الناس"وبقيت اللافتة يقرأها كل من يزور قائد الثورة الفلسطينية في مكتبه بالفاكهاني...

اعيد التذكير بهذه القصة لاشير الى أن من ميزات القائد الحقيقي هي سعة الصدر والاستعداد لتحمل النقد...لذلك بقي ابو عمار في قلب شعبه ،رغم مرور 15 عاما على رحيله ،ورغم العديد من الملاحظات والانتقادات.

القصة الثانية التي أشعر أن من واجبي اليوم ان ارويها فهي ما سمعته من صديقي وصديق فلسطين النائب البريطاني السابق جورج غالاواي حين كنا نقف في باريس أمام المستشفى الذي نقل إليه أبو عمار قبيل استشهاده، وكان المستشفى محاطا بمئات الفرق التلفزيونية تنتظر خبرا عن صحة "الختيار"كما كان يحب أن يسميه أبناؤه وإخوانه...

قال لي غالاواي يومها "اين هي غولدا مائير (رئيس حكومة تل أبيب في ستينيات القرن العشرين)اليوم لترى العالم كله مجتمعا حول خبر عن صحة قائد فلسطين التي سألت يوما اين هم الفلسطينيين...

قصتان من عشرات قصص عشناها مع رجل خضنا إلى جانبه بعض اشرف معاركنا ضد اعدائنا في مواجهة "أعداء الثورة واخطائها معا"


 


 



حول الموقع

جمعية كنعان لفلسطين، منظمة مجتمع مدني